مقتل أكاديمية مصرية على يد متعصب ألماني من أصول روسية بمدينة دريسدن بعد أن قام الأخير بطعنها 18 طعنة نافذة في كل أنحاء الجسد وذلك في قاعة المحكمة التي شهدت تغريم الأخير مبلغ 2800 يورو عقابا على مناداته للضحية بالإرهابية فجنّ جنونه وقام بقتلها وعندما تدخّل زوجها للدفاع عنها قامت الشرطة بإطلاق النيران عليه بالخطأ فأصابته في قدمه.. وكالات الأنباء
|
مشهد تشييع جثمان الدكتورة مروة
أكثر من ألفي مصري في انتظار خروج جثمان د. مروة الشربيني، وبينما الغضب مشتعل في نفوس المتظاهرين، وبينما التحفز جليّ في عيونهم، انطلق أحدهم بصوت ركض في أرجاء المكان وطاف على مسامع كل الواقفين فرددوه بدون تردد كالتالي...
المتظاهرون:
يا ألماني يا خسيس.. دم المصري مش رخيص
لا إله إلا الله.. الألمان أعداء الله
آه عارفينه قضاء وقدر.. ودم الدكتورة ما هيروحش هدر
نامي وارتاحي يا شهيدة.. بكرة هنعرف المكيدة
إنتِ فين يا خارجية.. مروة مصرية مش يهودية.
وفي وسط هذا الزخم ينطلق أحد المتظاهرين في حديث ساخن مع أحد أصدقائه قائلا له: هو مين الإرهابي فينا، مين المتعصب، مين البلطجي، مين المجرم؟
فيرد صديقه: الله يرحمك يا دكتورة مروة، دفعتي حياتك ثمن عشان تثبتي للعالم كله الإرهاب جاي منين، عرّفتيهم مين الإرهابي ومين الشهيد، عرّفتيهم إن الدقن مش معناها انتحاري، وإن الجلابية مش ضروري يكون جواها قنابل.
يلتقط شخص آخر طرف الحديث ويقول بنفس الغضب ذاته: دول عايزين يطرمخوا على اللي حصل، حد فيكم شاف مسئول ألماني طلع اعتذر؟ والبوليس اللي ضرب النار بالغلط -زي ما بيقولوا يعني- ما ضربش نار ليه والست بتتصفّى وبتموت؟
يعود المتظاهرون للهتاف من جديد: يا ألماني يا خسيس.. دم المصري مش رخيص
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
الله يرحمك يا دكتورة مروة، مش هنقدر نبتدي كلامنا بحاجة تانية غير الدعوة دي، الرحمة عليها وعلى جنينها اللي خد نصيبه من طعنات الإرهابي أليكس.. أيوه اللي سمعته مظبوط، اسمه أليكس ألماني مش عربي مش باكستاني مش بيلبس جلابية ومش مسلم وما عندوش دقن بس إرهابي.
الحكاية بترجع للسنة اللي فاتت لما طلبت مروة من أليكس إنه يسيب "المرجيحة" لابنها حتى يلعب عليها فرد عليها: إزاي واحدة إرهابية زيك ممكن تكون حنينة على ابنها.. وبحسب شهادة والد الضحية رفضت مروة أن تبلغ عنه، لكن الناس الذين شهدوا الواقعة هم من أبلغوا وأصبحت قضية وراحت المحكمة.
يا ترى إزاي وصلنا للحالة دي؟!
طبعا لن يكفي الوقت من الآن وحتى انتهاء الدهر من أجل سرد أنواع الخسة والدناءة والبلطجة والهمجية التي انتابت هذا الـ"أليكس" قبل أن يفعل فعلته الدنيئة بامرأة لا ذنب لها سوى أنها أرادت مشاركة زوجها في تلقي العلم من الخارج.
ولكن.. من ناحية تانية، ما نقدرش نريّح الناس ونشيّل المشكلة للحكومة والخارجية من أولها لآخرها، وكأن دي هي كل المشكلة.. مش يمكن إحنا بتصرفاتنا استعدينا الآخرين فكانت مروة ضحية لصورة غلط وصّلناها بدون قصد عن المسلمين، مش جايز تسطيح بعض المتشددين للأمور وعنفهم في الردود، وإدمانهم لثقافة الزعيق جعلتنا نتخيل إن غيرنا ممكن يخاف، لما الدانماركيين يشتموا نبينا نكسّر مصانعهم ونحرق محلاتهم، ولما اليهود يزودوها مع إخواننا في فلسطين ندشدش سنسبري على دماغ العمال المصريين اللي فيه، يمكن آه ويمكن لأ. د. نبيل فاروق واحد من الناس اللي منحازين لوجهة النظر دي لما بيقول
في مقاله الرائع بـ"بص وطل"العالم كله صار يخشانا، ليس لأننا أقوياء؛ أو لأننا جبابرة، أو حتى لأننا أصحاب قضية عادلة.. لقد صار يخشانا، كما كان القدامى يخشون القراصنة.. والمغول.. والتتار.. العالم كله أصبح ينظر إلينا وكأننا مجموعة من الغوغاء، حادّي الطبع، سريعي الغضب، عنيفي ردود الفعل.. باختصار، ينظر إلينا باعتبارنا همجا.. والعالم أبداً لن ينظر إلى قضيتنا.. هذا لأن لهم ما في الظاهر، ولله وحده ما في الباطن.. هكذا يؤكّد ديننا نفسه.. ونحن نرفض نظرة العالم هذه.. ونثور بسببها.. ونغضب.. ونتعصّب.. ونتشنّج.. ونتعامل بهمجية شديدة؛ لنؤكد للعالم أننا لسنا همجاً.. ويا لها من مهزلة مضحكة مبكية.. نؤكّد بمنتهى العنف والتعصّب والتشنّج، أن ديننا دين سماحة، ونتوعّد كل من لا يعترف بهذا بالويل والثبور وعظائم الأمور.. ثم يدهشنا -للدهشة- أن أحداً لا يصدّق ما نقول.. ألم أقل لكم إنه أمر مضحك مبكٍ؟! أن نهدّد العالم بالدمار، لو لم يؤمن بأننا مسالمون! |
قد نختلف أو نتفق مع هذا الرأي، ولكنه يطرح السؤال التالي بقوة: من يتحمل مسئولية دم مروة؟ هل نحن كعرب ومسلمين، وخصوصا أننا كتير ما بنقع في نفس الغلط اللي بيقعوا فيه وهو التعميم، مسلم متطرف يفجّر نفسه يبقى كل المسلمين متطرفين، ولو ألماني قتل مسلمة يبقى كل الألمان بيكرهوا المسلمين.. والدليل الهتافات اللي دوّت في جنازة الشهيدة من نوعية: يا ألماني يا خسيس دم المصري مش رخيص، ولا إله إلا الله الألمان أعداء الله..
ولا أنت شايف العكس.. شايف إن المشكلة فيهم مش فينا، يمكن يكون عندك حق.. يمكن الاضطهاد والتعصب موجود عندهم مش عندنا، يمكن يكون الخوف عندهم من الإسلام كدين مش من المتطرفين، يمكن الخوف من فرض الثقافة والانتشار وما قد يتبعه من انهيار، يمكن دي محاولة لمنع اندماج المسلمين، وإلا كانت وسائل الإعلام اهتمت وتابعت وغطّت وماكانتش أخفت وطرمخت صح ولا شايف إننا غلطانين؟
بس سواء كنا صح أو غلطانين..
سواء كان تعصبنا أو تعصبهم للإسلام كدين..
فبالتأكيد مش هو ده المفيد..
أقول لك أنا إيه هو المفيد..
المفيد هو إن دم مروة ما يروحش هدر، المهم إن حياتها ما تنتهيش في ربع خبر، المفيد إن ذكرى مروة تفضل عايشة بيننا.. لا.. مش كفاية بيننا بس لازم تبقى عايشة بينهم هما كمان، تعذّبهم، وتفكّرهم بتعصبهم، تفكّرهم مين الهمجي ومين المتحضر، تفكّرهم مين المعتدل ومين المتعصّب... إيه مش عارفين إزاي؟ أقول لكم إزاي.
العالم كله لازم يعرف قضية مروة، الدنيا كلها لازم تصحى الأسبوع اللي جاي واللي بعده واللي بعده ومافيش قدامها غير حاجة واحدة بس.. لماذا قُتلت مروة الشربيني، مَن قتل مروة الشربيني ولماذا؟ لازم تكون دي أول حاجة تظهر في نتائج محركات البحث، الإنترنت بكل ما فيه من مواقع لصحف عالمية، ومنتديات سياسية واجتماعية، والمدونات بكل جنسياتها، لازم يتصدرها عنوان واحد.. مروة ماتت ليه؟؟؟؟
ده مش كفاية، القنوات الأجنبية الكبيرة كمان لازم تسمع صوتنا، ابعت إيميلات لفوكس نيوز وإي بي سي نيوز وسي بي إس نيوز والسي إن إن وغيرها وغيرها، يا اللي بتعرف فينا إنجليزي دم مروة أمانة في رقبتك، راسل عشانها ذي صن وصنداي تايمز، يا اللي بتعرف فرنساوي قرّاء اللوموند واللوفيجارو من حقهم يعرفوا مين الإرهابي، يا اللي الألماني بتاعك كويس فكّر دير شبيجل بحقّ مروة اللي أهدروه.
بكده حق مروة هيرجع، بكده هيبرد دمها، لما الدنيا كلها تعرف الحقيقة هترتاح في قصرها، حق مروة مش فلوس ولا اعتذار، حق مروة هو الحقيقة، والحقيقة مش كفاية إننا نقولها لبعض.. الحقيقة مهم نقولها للي محتاج يعرفها مش للي عارفها.. يعني هما مش إحنا.. والحقيقة ما بتجيش بالشتيمة ولا الزعيق الحقيقة تيجي بالهدوء عشان نعرّفهم مين فينا المحقوق.
يا ترى شايف العيب فينا ولا فيهم؟
إحنا اللي قتلنا مروة ولا هما اللي قتلوها؟
ناوي تعمل /تعملي إيه عشان نغير صورتنا
اللي بتكرّه الآخرين فينا؟
ويا ترى أول حاجة هتعملها
بعد ما تقرا الكلام ده إيه؟