احلى قصة حب

كتبت له وهي في الرابعة عشرة من عمرها:
اني احبك..
لا تسالني لماذا..ولا تسالني عما احبه فيك..
فانا نفسي لا ادري..
بل اني لا اعرفك..وقد احترت كثيرا في معرفتك..
احيانا..يخيل الي انك رقيق كانفاس النسيم في ليلة صيف..حنون كصدر امي,حالم كخيال فنان..مبتسم كالورد المتفتح..تصفح وتغسل ذنوبي الصغيرة عن قلبي كما يغسل المطر اوراق الشجر..وتبدو لي ابيض يشع النور من حولك, كانك في ثياب ملاك تقود موقد الشمس..
واحيانا.. يخيل الي انك قاس كثورة بركان.. جبار كالزلازل.. لا ترحم حتي لتقبض علي اعناق الزهر وتشد عليه بقبضتك حتي يذبل الزهر بين يديك.. فتضحك كانك تفرح بمنظر الموت.. ويخيل الي انك منتقم لا تصفح عن ذنب بل تقتلع المذنب كما تقتلع عواصف الخريف الاوراق التي هرمت دون ذنب جنته الا ان عمرها قد انتهي.. وتبدو لي في هذه الحالة.. اسود كالضباب الكثيف, متوحشا كالنمر الاعمي, تسير في موكب الرعد والبرق وتطأ الدنيا بقدميك وتحيلها الي اعواد يابسة ممزقة.
ولكني احبك..
احيانا..ألجأ اليك واحتمي بك..
واحيانا..اخافك واهرب منك..
ولكني احبك..
واحيانا.. اتمني ان القاك حتي اعرفك اكثر..
واحيانا.. ألعن اليوم الذي ألقاك فيه.. ولا اريده..
ولكني احبك..
واري حبك في كل ما حولي..
واناديك..
عندما اسعد..
وعندما اتعذب..
احبك واناديك.. واريدك بجانبي لتحميني ولكن لا تقترب كثيرا فإني اخافك..
هل يصلك خطابي هذا؟
لا شك..
فاني متاكدة انك موجود..
00000000000000000000000000
وطوت الخطاب بحرص كانها تطوي قلبها علي سرها .. ووضعته في ظرف ازرق انيق عطرته ببعض قطرات من عطرها المفضل.. ثم اعطته لامها وهي تودعها في المطار قبل ان ترحل الي الاقطار الحجازية لتؤدي فريضة الحج..
وكان العنوان المكتوب علي الظرف (الي ربنا)!!
والقت الام الخطاب في طاقة الكعبة..