إذا كنت ممن شكاهم النبي لله سبحانه فسارع إلى....

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له

و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا

عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم

بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا ، أما بعد ...

يقول تعالى مخبرا عن رسوله ونبيه محمد - صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين - أنه قال : ( يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) ، وذلك أن المشركين كانوا لا يصغون للقرآن ولا يسمعونه ، كما قال تعالى : ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ) [ فصلت : 26 ] وكانوا إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره ، حتى لا يسمعوه . فهذا من هجرانه ،

وترك علمه وحفظه أيضا من هجرانه ،

وترك الإيمان به وتصديقه من هجرانه ،

وترك تدبره وتفهمه من هجرانه ،

وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه ،

والعدول عنه إلى غيره - من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره - من هجرانه ،

فنسأل الله الكريم المنان القادر على ما يشاء ، أن يخلصنا مما يسخطه ، ويستعملنا فيما يرضيه ، من حفظ كتابه وفهمه ، والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطراف النهار ، على الوجه الذي يحبه و يرضاه أنه الكريم الوهاب

تفسير إبن كثير

*متى آخر مرة فتحت المصحف لتقرأه ؟ ام إنك مشغول بقراءةما سواه من الكتب

*متى آخر مرة إستمعت للقرآن ؟ أم إنك مشغول بالإستماع إلى الأغاني ومشاهدة الأفلام

*متى آخر مرة تأملت آياته أوحاولت تفسيرها ؟ام هل حاولت ذلك ؟

*هل أنت ممن يأتمر بأوامره و ينتهي بنواهيه ؟

هل تريد أن تدخل فيمن شكاهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم إلى ربه سبحانه؟

طبعا الإجابة هي لا إذن فسارع إلى التوبة و التغيير

أدعونفسي و إياكم أن نمعن النظر في حياتنا و أن نجعل الحياة مزرعة للآخرة فما زرعناه في هذه الدنيا

سنجني ثماره في الآخرة فإن كان خيرا فالحمد لله الذي هدانا إليه و إن كان غير ذلك فلا نلومن إلا أنفسنا

أخي في الله أختي في الله تأملوا معي هذا المثال ولله المثل الأعلى

لو ان أحدنا كان له صديق أجنبي يتكلم لغة غير العربية و هذا الصديق عزيز عليه

و أرسل له رسالة أو إيميل على البريد الإليكتروني ما سيفعل أحدنا ؟؟؟؟؟

الجواب: سيفرح بوصول الرسالة ثم سيفتح الرسالة لقراءتها و إذا تعذر عليه فهم الرسالة

سيحاول فهمها بشتى الطرق كأن يسأل أهل اللغة أو يبحث عن البرنامج المترجم و يترجم الرسالة

ليفهمها و هو يفعل هذا بكل لفرح و سرور كما قلت ولله المثل الأعلى فما بال كتاب الله و رسالته

التي أرسلها لنا ليخرجنا من الظلمات إلى النور ألسيت أحق أن نفرح بها و نستبشر بنزولها و وصولها إلينا

أليست أحق أن نقرأها و نفهمها و نتأمل آياتها المليئة بالخير و العطاء و الحب و الهداية و النور

لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم

أدعو نفسي و أدعوكم إلى التوبة من هجر كتاب الله و التفريط فيه:

* أولا بقراءة القرآن الكريم فهو كلام رب العالمين و رسالته التي أرسل رسوله الكريم ليبلغها لنا

20 كافية لتلاوة حزب من القرآن الكريم

*كم من20 دقيقة تقضيها فيما لا يعود عليك بنفع ؟؟؟؟؟؟

بل قد يترتب عليها من الذنوب ما أنت في غنى عنه كمشاهدة الفيديوكليبات الماجنة و الأفلام المليئة

باللقطات المخجلة و التي لم تعد مخجلة للأسف

و ليكن لنا ورد يومي من القرآن الكريم لا نتخلى عنه أبدا كما كان رسول الله يفعل أنظر هذا الموضوع

لتعرف كيف كان رسول الله يتعامل مع القرآن الكريم

رسول الله و القرأن الكريم

*أمكم سيكلفك من الجهد تلاوة كلام رب العالمين ؟؟؟

ذكر الله أيسر الأعمال في ديننا والأجر المترتب على الذكر من أفضل الأجور

و قراءة القرآن أفضل الذكر فكل حرف بحسنة و الحسنة بعشر أمثالها كماأخبرنا

الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى

*ثانيا محاولة فهم الرسالة ذلك بقراءة كتب التفسيرو الإستماع إلى المحاضرات و الدروس الخاصة بالتفسير و علوم القرآن

*ثالثا الوقوف على أومره و نواهيه

*رابعا التداوي بالقرآن الكريم فيفه شفاء لنا

< كما أخبرنا سبحانه عن القرآن أنه شفاء ، فقال الله تعالى : ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء [ سورة فصلت : 44 ] وقال وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين [ سورة الإسراء : 82 ] .

و " من " هنا لبيان الجنس لا للتبعيض ، فإن القرآن كله شفاء ، كما قال في الآية المتقدمة ، فهو شفاء للقلوب من داء الجهل والشك والريب ، فلم ينزل الله سبحانه من السماء شفاء قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أشجع في إزالة الداء من القرآن .

وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد قال : انطلق نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرة سافروها ، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا ، لعله أن يكون عند بعضهم شيء ، فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : والله إني لأرقي ، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا ، فما أنا براق حتى تجعلوا لي جعلا ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ويقرأ ( الحمد لله رب العالمين ) فكأنما نشط من عقال ، فانطلق يمشي ، وما به قلبة ، فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا ، فقال الذي رقي : لا نفعل حتى نأتي النبي - صلى الله عليه وسلم -

[ ص: 9 ] فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكروا له ذلك ، فقال : وما يدريك أنها رقية ؟ ثم قال : قد أصبتم ، اقتسموا واضربوا لي معكم سهما .>
منقول من كتاب الداء و الدواء لإبن القيم


أسأل الله العظيم أن يغفر تفريطنا وهجرنا لكتابه

اللهم علمنا ما ينفعنا و إنفعنا بما علمتنا

اللهم أنفعنا و إرفعنا بالقرآ الكريم يا تواب يا رحيم